تدشين معرض للصور بنيويورك يؤرخ لنصف قرن من انخراط القوات المسلحة الملكية في عمليات حفظ السلام

نيويورك (الأمم المتحدة)28-05-2009
تم أمس الثلاثاء بمقر الأمم المتحدة بنيويورك تدشين معرض للصور الفوتوغرافية، يؤرخ لنصف قرن من انخراط القوات المسلحة الملكية المغربية في عمليات حفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة

وقد تميز حفل التدشين بحضور كل من الأمينين العامين المساعدين للأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام السيد ألان لوروي، وفي الإعلام والتواصل السيد كيوتاكا أكاساكا، والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة السيد محمد لوليشكي، والجنرال دو بريكاد الحسين بن ميمون الملحق العسكري للمملكة لدى البعثة المغربية، والكولونيل أحمد العمري، والكوموندان خالد أوعلا من قيادة الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية

كما حضر عدد من الدبلوماسيين والملحقين العسكريين للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسامي موظفي المنتظم الدولي وكذا شخصيات أخرى هذا الحدث، الذي أقيم تحت شعار "تاريخ حافل لانخراط القوات المسلحة الملكية المغربية في عمليات حفظ السلام، 49 سنة من التفاني في خدمة السلم والأمن العالمين

ويبرز هذا المعرض، الذي سيتواصل إلى غاية 29 ماي الجاري، إسهام التجريدات المغربية في خدمة مبادئ السلام والأمن، وكذا مدى إخلاصها للقضايا الإنسانية في مختلف مناطق النزاع سواء في إفريقيا أو في مختلف أرجاء المعمور، كما حدث في الكونغو والبوسنة والهرسك والصومال وكوسوفو وهايتي وكوت ديفوار

وفضلا عن الصور التي تعكس مختلف أوجه مساهمة التجريدات المغربية في إطار البعثات الأممية في مجالات متعددة، من بينها حماية المدنيين والتعليم ومراقبة العمليات الانتخابية، ونزع الألغام، سيشكل المعرض مناسبة لزواره لاكتشاف مختلف الميداليات والأوسمة التي تسلمها أفراد القبعات الزرق المغاربة، تكريما لتفانيهم وشجاعتهم واحترافيتهم

كما شكلت قائمة بأفراد القوات المسلحة الملكية الذين فقدوا حياتهم خلال قيامهم بمهامهم النبيلة، مناسبة لتذكير الزوار بالتضحيات الجسيمة التي يقدمها أفراد القوات المسلحة الملكية من أجل نصرة القيم النبيلة للأمم المتحدة

وقد تميز هذا الحدث بتكريم خاص لذكرى الجنود المغاربة الذين سقطوا في ساحة الشرف. وكانت اللحظة المؤثرة خلال هذا الحفل عندما وضع ممثلو المغرب والأمم المتحدة إكليلا من الزهور عند اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء الشهداء المغاربة

وكان المغرب قد شارك لأول مرة في عمليات حفظ السلام سنة 1960 من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية للدولة الكونغولية الفتية

ومن خلال 3200 من القبعات الزرق المغاربة، جسدت هذه العملية إرادة المملكة في تعزيز استقلال الدول الإفريقية، التي كانت تواجه هيمنة الاستعمار الجديد

ومنذ ذلك الحين، ساهم المغرب بصفة منتظمة في 13 بعثة لحفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة، عدد كبير منها كان على مستوى القارة الإفريقية، خاصة بأنغولا والصومال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكوت ديفوار

فضلا عن ذلك، تعكس هذه المشاركة موقفا إيجابيا من أجل التسوية السلمية للنزاعات، وترسيخ الشرعية الدولية

ويؤكد انخراط القوات المسلحة الملكية في عمليات خارج التراب الوطني تشبث المغرب باستقرار الدول التي كانت أكثر فأكثر ضحية للنزاعات بين الدول المتنامية

وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن المغرب تمكن من مواكبة القفزة النوعية التي عرفتها عمليات حفظ السلام، خاصة من خلال الانتقال إلى استعمال القوة

ويتباين تواجد المغرب بكل من كوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية في عمليات متعددة الأبعاد تهدد السلم الإقليمي، عن المشاركات الأولى لتجريدات القوات المسلحة الملكية، التي اقتصرت في السابق على المراقبة العسكرية واحترام وقف إطلاق النار

وقد نجحت المملكة تدريجيا، ومن خلال مساهماتها المتواصلة في بعثات حفظ السلام الأممية، في التموقع من بين أهم المساهمين في القبعات الزرق في الفضاء الفرنكفوني، وتتبوأ حاليا المرتبة ال14 من بين 115 بلدا مساهما في القوات الأممية.